أين أخطأ ثوار سوريا
بقلب مفطور على شهداء سوريا وعلى ماحل بأحرار سوريا من هذا الحكم المجرم الذي تترأسه عائلة العميل المجرم المقبور حافظ أسد ، ولكن أشعر بأنه يجب أن نكون صرحاء وواقعييين ونقول لو سألننا إخواننا ثوار سوريا عن رأينا في ثورتهم ومصيرها فنقول لهم بكل تجرد إن ثورتكم ثورة حق على هذا الظالم الجائر المدعو بشار أسد وعصابته الحاكمة ،ولكن إن سألتمونا عن مصير تلك الثورة المباركة ، نقول من فم محبين لكم بأن ثورتكم دفعت ثمناً غالياً في مقابل نتائج متواضعة ، أقلها أن هذا النظام المجرم لازال باقيًا في السلطة غير عابئ بالدماء الزكية التي سالت على أرض الوطن أأاأ أرض الوطن وغير ملتفت لنواح الثكالى وبكاء الأيتام الذي شردوا لا لذنب ارتكبوه ولكن خوفاً من أن تدهسهم دبابات ومجنزرات ذلك الطاغية أوأن تحصدهم بنادق جنده .
أما عن سبب بقاء هذا الحكم الجائر فهو أن الثوار فاتتهم أمور كثيرة كان عليهم ملء فراغها حتى يكتب لثوريهم النجاح ومنها :
أولاً : لايوجد للثورة قيادة موحدة ، سواء داخل سوريا أو خارجها ، تدير الثورة بعيداً عن بطش النظام وعدوانيته. وتدير ثورة الثوار وفق خطوات مدروسة ومطاعة من الثوار أنفسهم ، وشرعية تخاطب من خلالها دول العالم لتحقيق المطالب الشعبية . وربما لم يكن ذلك عن قصد من الشعب السوري الثائر، ولكن تحرك الثوار كان مفاجئاً وتلقائياً على أمل أن تحقق ثورتهم ماحققته ثورة الشعبين التونسي والمصري . وهنا مكمن الخطأ لأن الأمور في السياسة لاتقاس بغيرها فلكل بلد ظروفه ونظام حكمه وعلاقاته التي تختلف عن البلد الآخر . وقد حرص النظام السوري المجرم على إرضاء الجميع ما في ذلك إسرائيل ليبقى جاثماً على قلوب السوريين.
ثانياً: لم يتم التنسيق بين الثوار وبين المنظمات العالمية المهتمة بحقوق الإنسان تنسيقاً كافياً يضمن للمنظمات العالمية والنشطاء السياسيين التحرك حتى في بلدان العالم الحر للضغط على حكوماتها من أجل الضغط على النظام السوري بشتى الوسائل كي يرضخ لإرادة الشعب . ولذلك لم نر مسيرات كاسحة في دول العالم لمساندة الشعب السوري ولم نرى تحركاً شعبياً ونيابياً في العالم العربي مثل الذي وجدناه في الكويت لمساندة الشعب السوري ،وحتى ذلك التحرك الشعبي الكويتي حاول بعض النواب الشيعة والمرتبطين بمصالح مع النظام السوري إحباط تلك المساندة بالإشتراك مع السفارة السورية في الكويت ،وقد انبرى للدفاع عن الرئيس البعثي النصيري بشار أسد المحامي الكويتي الجنسية الإيراني الأصل المدعو عبدالحميد دشتي وشريكه في النجاسة والعمالة المحامي الشيعي جليل الطباخ والمعمم الشيعي المدعو سيد حسين القلاف الذي وصف المطالبين بالحرية في سوريا بأنهم من أعضاء القاعدة،وحينما سأله أحد الذين استمعوا لخطبته بعد الجلسة قائلاً له: قد لايصدقنا الناس حينما نقول لهم بأن المتظاهرين في سوريا من أعضاء القاعدة لأن بينهم سافرات وأطفال وربات بيوت،فقال له : لقد انطلقت تحركاتهم من درعا وهي منطقة وهابية ،وكل من سار معهم فهو يتبعهم حتى ولو لم يكن منهم ، فقال له نفس الشخص : إن الأمر يتعلق باستباحة دماء فهل نأخذها فتوى من مولانا بشرعية ذلك ؟ وكيف نجزم بأنهم وهابيون ؟ فرد عليه :" خذها مني أن دم الوهابيين حلال لأنهم متواطئون مع الكيان الصهيوني لزج السوريين في الجولان ثم القضاء على الشعب السوري ،وهو مايحاول الرئيس بشار الاسد منعه حتى ولو أريقت في سبيل ذلك دماء الوهابيين المعادين للشيعة. فسأله مرة أخرى : "وكيف نعلم أنهم وهابيون" ؟ فقال له القلاف :أهل درعا ومن حولها وهابيون سنة". وهكذا أصبح كل سني في نظر القلاف عدواً لآل البيت عليهم السلام ويستحق القتل.ومن ذلك يتبين لنا ولثوار سوريا بأن الشعب السوري ـ في نظر هؤلاء العملاءـ إما أن يكون شيعياً تابعاً لإيران وخاضعاً للنصيري العلوي بشار أسد أو أنه يستحق الذل والقهر والقتل. وقد أقسم بعض الأخوة لنا بأن هناك من أهل السنة الأغبياء من صوتوا في الإنتخابات السابقة لصالح هذا النائب المتعصب ضد الشال السوري الظلم وضد أهل السنة.
ثالثاً : إعتقد الثوار أن هناك شعوباً عربية ورؤوساء عرب ومسلمين ستحركهم النخوة والأخوة لمناصرة الشعب السوري ،وكان ذلك خطأً آخر من أخطاء الثوارالذين كانت ثورتهم عفوية ومفاجئة ولم تعتمد على دراسات معمقة للواقع العربي الذي بات مشغولاً بمشاكله الخاصة بعيداً عن مشاكل إخوانه الذين يعيشون في الدول العربية الأخرى.ومن لم ينشغل منهم بمشاكل بلده الخاصة فهو شغوف بمتابعة أخبار الفن والفنانين وقنوات العهر والرقص والإغراء والجنس وغيرها من توافه الحياة الدنيا بعيداً أي حس وطني أو ديني ،وحتى المثقفين العرب واليساريين والشيوعيين والعلمانيين وتنظيم القاعدة الإرهابي المتشدق بالدفاع عن المسلمين فقد انكشفت عوراتهم حينما تخلوا عن ثوار سوريا،ويكفينا أن نذكر أن المجرم الإرهابي الذي أختير خلفاً للإرهابي المقتول أسامه بن لادن وهو سيف العدل أو سيف الذل هو ـ لمن لايعرفه ـ أحد أذرعة إيران ،وكان ينفذ باسم القاعدة جرائم بحق الدول السنية بأوامر من الحرس الثوري الإيراني ،ولم يكتشف ذلك ، إلا بعد تفجيرات الخبر في السعودية وثبوت أنه كان المدبر والموجه لتلك التفجيرات التي أرسل إنطلاقة شرارتها من هاتفه النقال من وكره الذي كان يستضيفه فيه الحرس الثوري الإيراني .
ومع تلك الإحباطات ،نلاحظ أنه لم يقف مع الشعب السوري إلا بعض الإسلاميين السنة. وإذا أردنا مثالاً على ذلك نجده في الخلاف الذي دار بين القرضاوي ومشعل ،وهو الخلاف الذي بدأت بوادره بين حركة المقاومة الاسلامية حماس والشيخ يوسف القرضاوي ابرز حليف لها من علماء الدين تظهر للعلن , خصوصا في ظل استمرار تأييد القرضاوي للاحتجاجات الشعبية في سوريا للمطالبة بالحرية والكرامة . والتي ناقضها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي استكثر على الشعب السوري الإنتفاضة ضد الطغيان واستغرب كلام القرضاوي في خطبتي الجمعة والتي دعا فيها السنة في سوريا للثورة .ثم نافق مشعل نظام البطش السوري وقال في تصريحات منشورة " إن حكام السنة في العالم العربي باعوا قضيتنا وأبرز شيوخ السنة تخلوا عن أهلنا ولم تجد حركة حماس سوى الرئيس بشار الأسد ليحميها ويدعمها ويقف إلى جانبها، وحين طردنا الحكام العرب السنة آوتنا سوريا وبشارها، وحين أقفلت أبواب المدن في وجهنا فتحت لنا سوريا قلبها وحضنت جراحنا، لذا أقول للشيخ القرضاوي من منطلق المحب العاتب، إتق الله يا شيخ في فلسطين ..وسوريا هي البلد الوحيد الذي لم يتآمر علينا ويدعمنا وما تقوله عن وحدتها الدينية يصيب قلب كل فلسطيني بالحزن ويخدم إسرائيل ".وتابع مشعل كذبه وافتراءه فقال "إن الشيخ القرضاوي يتحدث عن الأحداث في سوريا كما لم يتحدث عن الأحداث التي جرت في مصر فهناك دعا إلى الوحدة بين الأقباط والمسلمين وبين السلفيين والإخوان وبين المذكورين وبين العلمانيين وهنا في سوريا يدعو إلى القتال بين السنة والمسلمين العلويين ؟؟ وقال مستهزءاً بالقرضاوي:"سبحان الله ،ما هكذا عرفنا الشيخ القرضاوي داعي الوحدة والمجاهد بالكلمة ضد إسرائيل وأميركا" .
فوضع ذلك المنافق المتاجر بالقضية الفلسطينية والفلسطينيين في موقف محرج ومناوئ للشعب السوري ومساند لنظام لم يعرف عنه إلا الغدر بالعرب والقضية الفلسطينية وتقريب المرتزقة الفلسطينيين من أمثال أحمد جبريل وخالد مشعل ليكونوا أبواقاً له . ولكن موقفه هذا أثار عليه ردود فعل من معاضيه الذين يعلمون أنه باع قضيتهم بملايين قبضها من النظامين السوري والإيراني والذي أقام ببعضه حفلاً إسطورياً بمناسبة زواج ابنته في سوريا تحدثت عن بذخه بسخط الأوساط الفلسطينية والعربية والعالمية . وقد تطور ذلك الخلاف وكاد أن يؤدي إلى حدوث انشقاق بينه وبين معارضيه الذين يشعرون بأنه بالغ كثيراً في عداء الدول العربية المساندة للقضية الفلسطينية وخاصة الدول الخليجية التي تدعم الفلسطينيين بالمال والدعم السياسي والمعنوي والتي تؤي ملايين الفلسطينيين وتحتضنهم ، بينما بالغ مشعل في التقرب من إيران وسوريا اللتان لم تقدما للشعب الفلسطيني إلا الخطب الرنانة وتمويل المرتزقة من الفلسطينيين لتشييعهم ، فتم تخييره بين الإنضمام للركب الفلسطيني أو الطرد، ففضل التخلي عن جميع مواقفه السابقة وهرع في يوم واحد للتوقيع على الإتفاق مع محمود عباس بعد أن كان من أشد المعترضين على بنود ذلك الإتفاق إرضاءً منه لنظامي العهر في دمشق وطهران ولحزب الله وحركة أمل التابعة لهما الذين يرفضون أي تقارب يجمع شمل الفلسطينيين.
رابعاً : لم يأخذ الثوار في اعتبارهم أن إيران ،ومنذ قيام ثورتها البائسة ، استطاعت أن تقسم العرب والدول العربية إلى قسمين ، قسم تؤيده وتقف معه وآخر تقف ضده . ومعيار وقوفها مع هذا القسم أوضد ذاك ليس له علاقة بالحق والعدل وحتى الإسلام ، بل هو مدى قبوله للهيمنة الإيرانية الشيعية بصورتها الإيرانية فقط أو ابتعاده عنها . ولذلك وللأسف الشديد فإن نظام عائلة المجرم حافظ أسد وعصابته رمى بنفسه في أحضان إيران في وقت مبكر ولم يبق له أي علاقة بالعرب والمسلمين وقضاياهم إلا الخداع والكذب وابتزاز الدول العربية وإرهاق ميزانيات الدول الخليجية التي كان بلهائها يمدون ذك النظام العميل بالمساعدات المالية لمشاريع تصب في غالبها في جيوب العائلة العلوية ومرتزقتها.
أما موقف الزعماء العرب فكان أسوأ من موقف شعوبهم لأن هؤلاء الزعماء كانوا كالنعام الذي يخفي رأسه في التراب ، ولم يتخذ هؤلاء الزعماء العرب موقفاً حازماً من حاكم سوريا العسكري المجرم ماهر الأسد وحاكمه السياسي المجرم بشار أو أبيهما من قبل ، لأن هؤلاء الحكام كانوا مشغولين بكنز الثروات وإدارة دولهم على أساس أنها شركات تابعة لهم ولم يعملوا على تكوين تكتل يواجهون به إتفاق الشريرين المجوسيين (النظام النصيري في سوريا ونظام التشيع المجوسي في إيران ) رغم علمهم بأن الهدف النهائي لهذين النظامين الشريرين هو بناء هلال مجوسي يمتد من إيران إلى لبنان مكتسحاً في مرحلته الأولى سوريا والعراق والأردن لينطلق منه بعد ذلك ليحتل الدول الخليجية واليمن قبل أن يمتد إلى بقية الدل السنية . ولذلك فقد كان لتشاغل الزعماء العرب عن هذا الخطر أثره السيء على ردود أفعالهم في مواجهة النظام السوري المتستر بمسخرة حزب البعث ،لأن من لم يستعد للدفاع عن نفسه وعن شعبه سيكون أعجز عن الدفاع عن أشقائه .
ومن ناحية أخرى فإن استيلاء أعوان إيران من أحزاب التشيع السياسي في العراق ولبنان واليمن والدول الخليجية على مواقع متقدمة كان له أكبر الأثر السيء على الثورة السورية ، لأن هؤلاء الطائفيين العنصريين وقفوا مع نظام عائلة أسد لسبب واحد هو أنه نظام يقمع أهل السنة ويجتثهم ويقوم بما يريدون هم أنفسهم القيام به ضد أهل السنة في بلدانهم دون اعتبار لنصرة المظلوم حسب زعمهم .
خامساً : إعتمد الثوار على أسلوب استدرار العطف العالمي والضغط الإعلامي والمطالبة بالحد الأقصى كالمطالبة بإسقاط النظام ،وقد أثبت التصعيد الإعلامي جدارته ولكن الإستعطاف ضاعت مقاصده أمام انتهازية دول لم يعرف عنها الجنوح للحق كروسيا وإيران والصين. وأيضاً فإننا لندري هل ثوار سوريا أو قيادتهم مشبعون بالشعارات القومية واليسارية والليبرالية الكاذبة الخداعة التي تحول بينهم وبين إدراك أن مساعدة الدول الغربية لهم لن يكون من أجل المبادئ ولكن من أجل المصالح ، فإذا لم يطمئن الغربيون بأن السوريين لن يفعلوا بهم كما فعل العراقيون بهم حينما خدعوهم واستدرجوهم لطرد الطاغية صدام فلما أدوا المهمة على أكمل وجه استدار العراقيون ضدهم وقتلوا جنودهم من أجل أن يفرش مقتدى الصدر وفيلق غدر والصغير والجلبي وغيرهم الطريق بالورود أمام الحرس الثوري الإيراني كي يحتل العراق . فهل يعى الثوار السوريون هذه الحقيقة ، وقد سبقهم في هذه التجربة ثوار ليبيا الذين رفعوا صوتهم في البداية ضد التدخل الغربي لمساعدتهم مدفوعين بشعارات كان قد روجها الطاغية القذافي وأتباعه ، فلما كادت آخر معاقلهم في بن غازي تسقط بيد القذافي تخلوا عن أوهامهم وطلبوا التدخل الغربي أياً كانت صوره لإنقاذهم من القذافي السفاح .
أما المطالبة بالحد الأعلى كإسقاط النظام منذ البداية ، فقد كان خطأً كبيراً من الثوار كان يجب عليهم عدم اللجوء إليه منذ البداية ،لأن الباب امام الحصول على مكتسبات مرحلية يقدمها النظام أصبح صعباً بعد أن أدرك النظام أن أي تنازل منه لن يحقق له الخروج من مأزق عمالته وسرقته لأموال الشعب دون ملاحقة أو حتى الإفلات من القصاص ،مماجعله يرد ببطش وعنف على المظاهرات السلمية المطالبة بالحرية. وربما لم يدرك الثوار أنهم بتحطيمهم أصنام المقبور حافظ أسد وابنه باسل قد انتهكوا ديانة العلويين التي لاتؤمن بالله كما يؤمن به المسلمون ولكنها تقدس عبادة أصنام رموزهم الدينية كحافظ وباسل أسد ،كما أن الثوار لم يتعمقوا بالعقيدة العلي اللاوية والتي يعتنقها العلويون والتي تقوم على عبادة سيدنا علي عليه السلام والتي بدأها السبأية من أجداد بشار أسد الأوائل في عهد سيدنا علي عليه السلام فقام بنهيهم عن ذلك فلما تبين له أنهم مصرون على ابتداع عقيدة تحارب الله ورسوله وتناقض الدين الإسلامي قام بإعدامهم .وهكذا لم يكن كثير من الثوار ملمين بتلك الثقافة العلوية فهدموا الأصنام ومزقوا صور بشار أسد الذي يعتبر عند العلويين الحلولية أن روح سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام حلت به وفق تناسخ الأرواح ،وقد كان بإمكان الثوار التريث وإدراك أن افتراش العلويين لصور كبيرة لبشار أسد والسجود عليها هوجزء من صلواتهم التي يؤمنون بها.ونحن لانقول إن هداية هؤلاء العلويين أو محاربتهم شيء خاطئ ولكن التوقيت كان غير مناسب ، خاصة أنه لم يتبين لهم بعد أبيض خيط ثورتهم من أسودها.
سادساً : أخطأ الثوار باعتقادهم أن الجيش والسفراء والوزراء وغيرهم من السياسيين سينشقون عن نظام العهر الأسدي ، واكتشفوا ـ في وقت متأخر ـ أن مفهوم الجيش السوري كان أكذوبة لخداع الجماهير ،وأن ما يوجد في سوريا هو 15 جهاز مخابرات يدير الجيش والشعب بقيادة علويين مخلصين لعائلة حافظ أسد . وأفراد هذا الجهاز الإستخباري القمعي له الصلاحية التامة في أن يقتل وأن يسجن وأن يعذب كل من يشك أنه يعارض عائلة حافظ أسد وورثته وأعوانهما . أما الطائفة العلوية التي يصل تعدادها 400 الف نسمة فلم ينشق منها إلا القليل من أتباع رفعت الأسد وبعض المعترضين أصلاً على حكم عائلة أسد الذي أقصاهم وهمش دورهم وعدد محدود من المفكرين الذين كفروا بشعوذات وخرافات الدين العلوي ،أما بقية العلويين من العسكريين فأقل ضابط منهم كان يأمر من يحمل رتبة لواء من أهل السنة . وأما المدنيون منهم فقد وزع عليهم ماهر الأسد ومخابراته أسلحة رشاشة لقتل المتظاهرين وخاصة من أهل السنة ،ومن هؤلاء انبثقت فرق الشبيحة المجرمة .
هذاـ في نظر كثيرين من المحبين والمتعاطفين مع الشعب السوري المظلوم ـ مافات ثوار سوريا ،ولكن عليهم عدم اليأس والإستفادة من أخطائهم والإنطلاق بثورة جديدة تأخذ في الإعتبار مايلي :
1 ـ لم يستطع حافظ أسد وأبناؤه والمرتزقة التابعين لهم من البقاء في الحكم إلا بالإتفاق مع إسرائيل على البقاء المتبادل بحيث يبقى المجرم حافظ وأسرته في الحكم طالما أنه يقمع الشعب السوري ولايجعل جيشه يشارك في أي تحرير لفلسطين أو أي جزء منها أو حتى الجولان المحتلة، وإذا أدركنا ذلك فالوضع يتطلب من الثوار قطع الطريق على تلك العائلة الكافرة وإعادة النظر بالشعارات الكاذبة التي رفعها الأسد وغير الأسد لخداع شعوبهم بشأن القضية الفلسطينية ، فهذه القضية تعقدت كثيراً ويصعب حلها من قبل شعوب تعاني من الجهل في إدارة الأمور والتخلف السياسي البعيد عن الواقعية والبراجماتية والذي يقتات على الشعارات الفارغة . ولو نظرنا لواقع الحركات الفلسطينية نفسها لوجدنا أنفسنا ملكيين أكثر من الملك . فلننهض من تخلفنا ولنخطط بروح المسؤولية البعيدة عن العواطف الجياشة التي تحركنا إلى الخلف لا لإلى الأمام .وأعتقد بأنه إذا لم يستجب النظام النصيري إلى مطالب الشعب السوري ، فإن تفاهماً مع الدول الغربية وإسرائيل على تسليم الجولان ومنطقة شبعا وغيرها إلى إدارة سورية شعبية ديموقراطية غير إدارة عائلة أسد كمرحلة أولى ،أفضل بكثير من المعادلة القائمة الآن بين إسرائيل وعائلة الأسد بالبقاء المتبادل ،لأن ذلك سيغير كثيراً من الأمور لصالح الثورة ضد عائلة أسد المجرمة ويشكل ضغطاً عليها .
2ـ يجب انتهاج أسلوب جديد في التعامل مع رموز النظام المجرم الحاكم في سوريا والقائم على القمع والإغتيالات ،ومحور هذا الأسلوب الجديد لايعتمد على المظاهرات والمطالبة بالحرية، ولكن على الإغتيالات... فيجب على الثوار تشكيل خلايا سرية في داخل سوريا وخارجها لاغتيال أركان النظام السوري ورموزه وجلاوزته وأعوانه وأبواقه الإعلامية بمسدسات كاتمة للصوت ومفخخات لاصقة تفجر رؤوس هؤلاء المجرمين بعد جمع المعلومات الدقيقة عنهم،أو على الأقل خطف أتباعهم وأبنائهم للمساومة عليهم لتحقيق أي مطالب يطالب بها الثوار . فهذه العائلة العلوية المجرمة لاتعرف إلا هذا الأسلوب الذي تمارسه ليل نهار والذي توارثته من أسلافها الحشاشين الذين كانوا يختبئون في الجبال ويتخفون بين الناس ، وهدفهم الوحيد هو قتل أهل السنة وزعماء الدول السنية ورجال الدين السنة.ومن الخطأ أن يترفع ثوار ثورة سوريا المباركة أو أهل السنة عموماً عن تشكيل تلك الخلايا لاغتيال من يثبت استهدافه لأهل السنة سواءً من حكام سوريا أو إيران أو حزب الله أو الحوثيين أو الدول الموالية لهم أوالتنظيمات التي تأتمر بأمرهم وأولها تنظيم القاعدة المجرم الذي لايستهدف إلا أهل السنة التابع لابن لادن ووريثه سيف العدل .وليعلموا أن هذا ماتقوم به إيران المجوسية وسوريا العلوية والعراق الشيعية تشيعاً صفويا ًوحزب الله العميل لهم جميعاً . فمن اغتال الحريري وجنبلاط وغيرهم من الشهداء سوى هذه الحثالة المجرمة ،ومن يقتل رموز السنة في العراق ويضع العبوات الناسفة تحت سياراتهم اليوم غير إيران من خلال الإرهابيين المأجورن الذين تسهل لهم مخابرات عائلة أسد التسلل من الأراضي السورية إلى العراق .
وعسى الله أن يكتب النصر لثورتكم على نظام الظلم والطغيان الأسدي .
منظمة الدفاع عن أهل السنة